مفهوم السعادة
السعادة ليست أختيار شخصي فقط بل هي واجب اجتماعي.
مفهوم السعادة |
عندما نتمعن التفكير بالسعادة، فغالبا بأننا نفكر فيها على أنها أمر شخصي ، "أريد أنا أن أكون سعيداً"، بل هي ليست أمر شخصي و لكن هي واجب إجتماعي.
الكثير من الناس لم تفكر بالسعادة بهذه الطريقة مسبقاً.
كثيراً ما نعتقد بأن السعادة أو البحث عن السعادة هي أمر يخص الفرد فقط.
سواء كنت سعيداً ام لا أو سواء تصرفت على أنك سعيد أو لا هو أمر له علاقة بالغير لا بالنفس أو الأنانية فقط.
لأنه ببساطة الأمر نؤثر فيه على حياة لأخرين من حولنا، وهذا ما يحول السعادة إلى قضية أخلاقية.
إسأل أي أحد جرّب، كم تعيس أن تتربى في بيت غير سعيد لأم وأب غير سعيدين، أو أن تتزوج شخص غير سعيد أو تكون مربي لطفل غير سعيد أو أن تعمل مع زميل غير سعيد!
سعادتنا تؤثر بشكل عميق على حياة الآخرين، ولذلك بأمكاننا أن نعتبر السعادة مسؤولية أخلاقية.
ولذلك علينا أن نكون ملتزمين أخلاقياً بأن تتصرف بسعادة قدر ما شأت حتى لو كنا نشعر بأننا غير سعيدين من الداخل،
كيف نشعر في الداخل لن يؤثر على الناس ولكن كيف نتصرف نحو الناس هو ما سيؤثر.
_ مثال جيد على ذلك هو "رائحة الفم الكريهة" ، وهذا يقودنا لتساؤل لماذا نفرش أسنانا أحياناً أكثر من مرة في الصباح الباكر؟!
ليس فقط من أجل الصحة الشخصية ولكن من أجل أننا نريد للآخرين أن يشموا رائحة طيبة منا ومن فمنا عندما نتحدث معهم.
وكذلك مزاحنا مع الآخرين، يجب أن نُعير مزاجنا السيء اهتماماً كبيراً تماماً كما نعيره لرائحة الفم الكريهة!
لذلك علينا السعي جاهداً أن نتصرف بسعادة ما استطعنا وقدر ما أمكننا.
كل شخص بإمكانه فعل ذلك، بغض النظر عن أنك لا تشعر بالسعادة داخلياً في هذه اللحظة ، ولكن واجبك أن تتخذ قرار واعي كيف ستتصرف بسعادة تجاه الآخرين .
نعم نحن كبشر لا نستطيع أن نتحكم أحياناً كيف نشعر داخلنا من سعادة أو حزن، ولكننا نستطيع أن نتحكم كيف يكون حضورنا مع من حولنامرتبط بسعادة أو حزن.
وهذا لا يعني أن لا نشارك مشاعرنا الحقيقية مع أصدقائنا المقربين أو الزوج أو الأهل ، لا بأس أن تخبرهم (بدون مبالغة وبدون أن يصبح حالك الدائم الشكوى) أنك منزعج من شيء ما أو حزين لسبب ما او أن لديك مشكلة، ولكن دون أن تصبح الشاكي الدائم في حياتهم، ودون أن تفرض مزاجك السيء على أي شخص حولك، وبين الفضفضة مع شخص وتعكير مزاج غيرك فرق كبير.
جميعنا لدينا القدرة في أن نتحكم كيف نعبر عن أنفسنا ، بغض النظر عن كيف نشعر بداخلنا.
_ مثال على ذلك عندما يكون أحياناً أحد الزوجين في مزاج سيء للغاية على الآخر ويدق الجرس ليأتي أحد الضيوف من الخارج، وفي لحظة واحد ينقلب وجهه مرحباً مبتسماً للضيف وكأنه شخص آخر.
_ مثال آخر لو قدم لك شخص وعد ب ١٠ آلاف دولار في نهاية كل أسبوع مقابل أن تتصرف بشكل سعيد وبمزاج جيد خلال الأسبوع، هل تعتقد بأن هذا الشخص سيتصرف بمزاج أفضل ؟!
وكما قال أبراهام لينكولين "نحن سعداء بقدر ما نقرر أن نكون سعداء".
أن نكون سعداء هو أمر ندين به ليس فقط للآخرين في حياتنا من حولنا، بل لأنفسنا .
وبقدر ما نتصرف بسعادة ، بقدر ما نتحول داخلياً وبدون وعي لاشخاص سعيدين، تحكمنا بتصرفنا قد يقودنا لتحكمنا بمشاعرنا وهكذا.
إذاً أن نكون سعداء، أو نتصرف على أننا سعداء هي مسؤولية أخلاقية مجتمعية كبيرة، السعيد سيجعل العالم أفضل من حوله، والتعيس سيجعله أسوأ ببساطة.
وتذكروا دائماً هذه المقولة "نحن سعداء بالقدر الذي نقرر أن نكون فيه كذلك" ، وحان الوقت لأن تتخذ القرار بأن تكون سعيداً.
دمتم سعداء.
0 تعليقات